السيارات الكهربائية في مصر ومستقبلها

مقدمة

من بين أكتر من 5 مليون سيارة موجودين في شوارع مصر، في حوالي 3000 سيارة تحديدًا حواليهم جدل كبير جدًا! ناس شايفة الـ 3000 سيارة دول المستقبل كله، وناس تانية بتقول: “السيارات اللي زي دي ماتنفعش في مصر أصلًا.”
الـ 3000 سيارة اللي أثاروا الجدل دول هما السيارات الكهربائية!
هل السيارات الكهربائية هي المستقبل، ولا ماتنفعش في مصر أصلًا؟ ده السؤال اللي هنحاول نجاوب عليه في المقالة دي.

المحتويات:

 سوق السيارات الكهربائية في العالم وفي مصر. 

حوالي 10% من سيارات الركاب اللي اتباعت -على مستوى العالم- سنة 2022 كانت سيارات كهربائية. وفي النرويج تحديدًا، 80% من سيارات الركاب اللي اتباعت في 2022 كانت كهربائية.
لكن في مصر، مافيش سوق حقيقي للسيارات الكهربائية حتى الآن! 

وزي ما قال (محمد منصور) -الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيتي لشحن السيارات الكهربائية: “فيه حوالي 3000 أو 4000 سيارة كهربائية في شوارع مصر حاليًا، لكن مانقدرش نقول إن في سوق فعلي قبل ما يوصل الرقم ده لـ 15000 أو 20000 سيارة” 

أما عن السيارات الكهربائية الأكثر انتشارًا في شوارع مصر النهارده هي فولكس فاجن ID وبعدها تسلا وBYD. 

مخاوف وتحديات أمام انتشار السيارات الكهربائية. 

هو ليه لحد النهارده مفيش سوق فعلي للسيارات الكهربائية في مصر؟ وليه الناس بتخاف تشتري السيارات دي؟  

الحقيقة في أسباب كثيرة، منها: 

ارتفاع الأسعار:  

الميزة الأساسية في السيارات الكهربائية إنها موفرة؛ بتوفر كتير في مصاريف التشغيل من البنزين والصيانة مقارنة بالسيارة العادية.  

 لكن الشخص اللي عايز يوفر مستحيل يفكر يشتري سيارة كهربائية النهارده، لأن ببساطة أسعارها غالية نسبيًا.  

يرى (منتصر زيتون) -عضو مجلس إدارة شعبة السيارات- إن: “سعر السيارة الكهربائية غالي جدًا مقارنة بالسيارة البنزين أو الديزل من نفس الموديل، وده اللي بيخلي الناس تبعد عن شراء السيارات الكهربائية، خصوصًا مع ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية.” 

شحن السيارات الكهربائية:  

أول ما ظهرت السيارات الكهربائية كان في سؤال بيتردد كتير من باب السخرية: “وياترى لو السيارة فصلت شحن مني في نصف الطريق هعمل إيه؟” 

ولحد النهارده، قلة محطات الشحن من أهم الأسباب اللي ممكن تخلي الواحد يخاف يشتري سيارة كهربائية؛  

إما لإن مفيش محطة شحن قريبة من بيته، أو لإن مشاويره بعيدة وبيسافر كتير وبالتالي بطارية السيارة مش هتساعده. 

 الصيانة والضمان: 

كتير من أصحاب السيارات الكهربائية اشتروا سياراتهم عن طريق الاستيراد الشخصي، أو من خلال تجار غير رسميين. 

وتعليقًا على ده، بيقول(تامر قطب)، المدير التجاري في أبو غالي موتورز: 

“في الحالة دي السيارة مش بيكون ليها أي ضمان، وبالتالي لو حصل أي مشكلة في السيارة، صاحبها هيقعد يشوف إيه قطع الغيار المطلوبة ويشوف ياترى يستوردها منين وإزاي.” 

ده غير طبعًا إن تصليح السيارات الكهربائية النهاردة أصعب وأكثر تعقيدًا من تصليح السيارات العادية وإن كان على فترات متباعدة أكتر بكتير من العربيات البنزين. 

السيارة كاستثمار: 

السيارة بالنسبة لناس كتير هي استثمار؛ أنا هشتري سيارة النهاردة أستخدمها، ولو حصل حاجة هبيعها وأستفيد بتمنها، أو حتى هبيعها وأجيب الأحدث.  

لكن في السيارات الكهربائية الوضع مختلف؛ تكنولوجيا السيارات الكهربائية بتتطور بشكل سريع جدًا يوم بعد يوم، وبالتالي لو عندك سيارة كهربائية النهارده وحبيت تبيعها بعد كام سنة بيكون مش مضمون أو معروف السعر اللي ممكن تتباع بيه وقتها لإن السوق لازال مش واضح أوي معالمه. 

التحول إلى السيارات الكهربائية وتشجيع الدولة. 

في وسط كل المخاوف دي، هل مصر جاهزة للتحول إلى السيارات الكهربائية في المستقبل؟ 
شركة الاستشارات الأمريكية Arthur D. Little كانت بتدرس مدى جاهزية الدول المختلفة للتحول للسيارات الكهربائية؛ وجاءت مصر في المرتبة الـ 28 من بين 35 دولة. 

صَنّفت Arthur D. little مصر على أنها سوق مبتدئة (Starter Market) = يعني دولة عندها فرصة قوية لظهور شركات ناشئة جديدة، وتطوير البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية.  

ومن ناحية ثانية، الدولة بتدعم بقوة التحول إلى السيارات الكهربائية، وده لسببين أساسين: 

أسباب بيئية:  

البنزين والديزل من أكبر مصادر  الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في مصر، وبالتالي التحول إلى السيارات الكهربائية ضروري جدًا للحفاظ على البيئة والمناخ.  

أسباب اقتصادية:  

يقول (عماد الشوربجي)، رئيس مجلس إدارة شركة العز:  
“لو 25% من السيارات في مصر اتحولت لسيارات كهربائية، فده معناه توفير 4 مليار جنيه سنويًا للدولة “قيمة دعم المنتجات البترولية.” أما لو 50% من السيارات تحولت لسيارات كهربائية فده معناه توفير 6 مليار جنيه سنويًا.” 

إزاي الدولة بتدعم التحول إلى السيارات الكهربائية؟ 

أولًا: تطوير البنية التحتية: 

في فبراير 2018، مصر أعلنت عن افتتاح أول محطة شحن للسيارات الكهربائية. النهارده وبعد 6 سنوات، شركة إنفينيتي عندها 160 محطة شحن في 12 محافظة مختلفة. وبنهاية 2024، محطات شحن السيارات الكهربائية هتغطي كل محافظات مصر.  

إلى جانب ده، عندنا كمان نقط الشحن المنزلية، ومن رأي (قطب)، المدير التجاري في أبو غالي موتورز:  “حتى لو في محطة شحن موجودة جنب بيتك، فالأفضل أنك تستثمر في نقطة شحن منزلية. الشحن المنزلي بيكون من خلال تيار متردد AC بدلًا من التيار المباشر DC اللي بيستخدم في محطات الشحن. وعلى الرغم أن التيار المتردد AC أبطأ إلا أنه أقل في التكلفة” 

ثانيًا: توطين السيارات الكهربائية: 

الخطوة اللي من المُنتظر أنها تؤثر بشكل كبير في أسعار السيارات الكهربائية وتخليها أرخص هي التصنيع المحلي.. 

أعلن وزير المالية المصري (محمد معيط) أن هيكون فيه حوافز لتصنيع وتوطين السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى دعم مالي للمشترين. 

ايه اللي بتقدمه سليندر في السيارات الكهربائية. 

سيلندر بتشوف السيارات الكهربائية إنها جزء كبير ومهم من مستقبل السيارات، وإن كان في الوقت الحالي سيلندر  بتواجه صعوبات إنها تدخل سوق السيارات الكهربائية المستعملة، بس سيلندر قررت تاخد وقتها في دراسة السوق وإمتى أنسب نقطة لدخول السوق عشان تحقق رؤيتها بكفاءة -أضمن تجربة شراء سيارة مستعملة- بعد التغلب على المصاعب الحالية والتأكد من وضوح الحلول للمشاكل اللي ممكن تواجها مستقبلًا في سوق السيارات الكهربائية المستعملة في مصر. 

طب ايه هي الصعوبات في دخول سيلندر سوق السيارات الكهربائية؟  

في 3 نقاط محورية سيلندر حطاهم في الاعتبار قبل دخول سوق السيارات الكهربائية المستعملة: 

  • قلة المعروض: مقارنة بسيطة بين عدد السيارات الموجودة في مصر حاليًا -واللي كلها تقريبًا بمواتير احتراق داخلي- هنلاقي إن كل السيارات الكهربائية في مصر بيمثلوا حوالي أقل من واحد على الألف في المية! وده رقم صغير جدًا لقياس أي اتجاه للتسعير أو حركة السوق عليه، وبالتالي التسعير العادل لسوق المستعمل هيكون صعب وضبابي جدًا. 
  • قلة المختصين وقطع الغيار: بتوعد سيلندر عملائها بضمان 90 يوم على كل السيارات المبيعة من خلالها؛ حاليًا مع قلة الفنيين المتخصصين في صيانة السيارات الكهربائية وعدم توافر  قطع الغيار في السوق، فسليندر بتفضل إنها تكون متأكدة على قدرتها من الوفاء بالوعد ده على إنها تدخل سوق جديد. 
  • عدم وجود توكيلات وتقارير رسمية: على الرغم من إن التعامل المباشر  مع التوكيلات منعدم تقريبًا، لكن وجود توكيلات رسمية للعلامات التجارية بيدي ميزة مهمة جدًا وهي التقارير اللي بتطلع من الصيانات الدورية اللي بتوضح المشاكل المتكررة أو المعروفة في الموديلات وبالتالي بيكون في إمكانية لتوقع عمر القطع اللي فيها مشكلة وإزاي ممكن نتجنب تفاقمها، كمان وجود توكيلات رسمية بيخلق سوق لقطع الغيار الأصلية اللازمة للإيفاء بوعد الضمان زي ما وضحنا في النقطة السابقة.  

سيلندر مهتمة بالسيارات الكهربائية وبتخطط إنها تكون واحدة من رواد سوق المستعمل فيها برضه، وبتحاول إنها تبتكر حلول ذكية للتغلب على المصاعب اللي ممكن تكون موجودة في السوق ده، وأول ما ده يحصل أكيد سيلندر هتكون من أذكى المنصات في التعامل مع سوق السيارات الكهربائية المستعملة، لكن قولنا لو سوق السيارات الكهربائية المستعملة ازدهر واستقر أكتر هل بتفكروا جديًا في شراء سيارة كهربائية؟ 



شارك المنشور عبر :

التعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *